تجربة فوج 2018
الأستاذ عمر يحكي تجربته مع المقابلة الشفوية
السلك الابتدائي
بعد اجتيازي للمباراة في شقها الكتابي راودتني شكوك كثيرة حول نسبة نجاحي في المرحلة الأولى، والتي في الحقيقة لم أتوقع أن يكون اسمي ضمن لائحة المدعوين لاجتياز المقابلة الشفوية، حيث أعلنت النتائج مساء الجمعة، وأدرج اسمي ضمن المجموعة التي ستقابل اللجنة يوم الإثنين وبالطبع مقابلة فردية، بعدها انتعش آمالي واستجمعت قوايا وأعددت للمقابلة وبحثت عن طرق إقناعي للجنة المقابلة منذ لحظة إعلان نتيجة الكتابي؛ بحثت في قائمتي على من يدلني بفكرة لكسب الرهان، جاء اليوم الموعود وذهبت مع علي صديق من العائلة ومصطفى الذي تعرفت عليه يوم الاختبار (الكتابي)، وامتطينا سيارة علي قبل صلاة الفجر. رغم أن مقابلتي مع اللجنة محددة في الساعة الثالثة بعد الزوال، وصلنا قرب مركز الامتحان في الثامنة و20 دقيقة، ووجدنا محيط الثانوية مليء بالمتباريين يسألون عن اللجن وأرقام القاعات وصفاتهم (ملتحي، محجبة شاب، شابة...) وكذا نوع الأسئلة التي تطرح، انتظرنا نحو 40 دقيقة قبيل دخول الفوج الثاني (فوج 9 صباحا)، الكل يراقب باب الثانوية (مركز المقابلات الشفوية) ومتباريي فوج الثامنة يخرجون واحدا تلو الآخر، ليلتف حولهم المنتظرون خارجا وينهالون عليهم بوابل من الأسئلة أكثر مما قد تطرحه لجن المقابلة، مثل فاشمن قاعة جا زهرك يجيب أو تجيب (القاعة 1 ولا القاعة 3... 17) بعدها يستفسرون حول لغة الأسئلة (عربية او فرنسية) ثم نوع الأسئلة المطروحة والمدة الزمنية التي قضاها أمام اللجنة ليأتي سؤال ارتسامه حول اللجنة (مزيانين/ ظريفين خايبين/ واحد اللحية اللي زيرني فالاعراب/ صراحة انا هلكوني باللغة الفرنسية..)
بقينا على هذا الحال (لي خرج تنكملو عليه بالاسئلة) إلى أن وصل دور صديقنا صاحب السيارة على الساعة 10 صباحا، صديقنا راكم تجربة جيدة في التعليم الخصوصي تدريسا وتدبيرا، دخوله إلى قاعة الامتحان يحكي لنا أن اللجنة ظلت تراقبه منذ توجهه إلى قاعة الاختبار، فبفضل تجربته تمكن من مواجهة اللجنة بكفاءة عالية وخروجه بعد 25 دقيقة من الاستجواب، تجربته هذه منحتنا بصيصا من الآمال ودعواتنا موجهة نحو (اللهم جنبني القاعة 1 و3 و8 و9 و17 التي طبعا سمعنا عنها الاسوء) مقابل دعوات (يا رب نطيح فالقاعة 2 ولا القاعة 5 ولا القاعة 15 ففيها لجن لا يقهر عندها أحد).
بقينا على هذا الوضع إلى ان اقتربت الفترة المسائية ونبضات قلبي تزداد قوتا وضخا في الدماء، وكميات البول المنتجة تزداد كلما اقترب وقت ولوج القاعة.
في تمام الساعة 14 و45 دقيقة خرج مناديا أيتها المجموعة اقتربت ساعتكم، استجمعت قوايا بالمقهى المحادي للثانوية فإذا بي أحس من جديد بلتر من البول يحرق مثانتي، وبدون شعور ركضت إلى المرحاض ولأول مرة أبول وأدعوا الله أن يوفقني من شدة ارتباكي.
خرجت من المرحاض مسرعا في اتجاه باب الثانوية حيث وجدت المراقب يراقب بطاقات الاخوان في المجموعة (فوج 15:00) وطبعا أنا آخر من يلتحق رغم كوني على رأس القائمة، وإذا به يشير إلى قاعة مراقبة المقابلة واتجهت إليها مسرعا لأجد الأخوة وانتظر مجددا.
بعد أن حصل جل أفراد المجموعة على أرقام اللجن بقيت ورقة مطوية أخذتها وخرجت ودقات قلبي تتسارع، لأقوم بفتحها وجدت فيها القاعة رقم 14 وبالطبع لم تكن من بين القاعات التي أمتلك عنها أي ارتسام (انت وزهرك) ما إن اقتربت إلى القاعة وجدت اللجنة في لحظة تداول حول المرشح السابق. حاولت اقتحام القاعة إلا أن رئيس اللجنة أشار إلي بالانتظار قليلا (الانتظار من جديد - الماء طاح ليا فالركابي)
بعد هنيهة أشار إلي بالدخول وهو يترجل في اتجاهي ليأخد بطاقتي الوطنية ويتجه إلى مكانه، دخلت فإذا بي أرى أن اللجنة مكونة من أستاذ واستاذتين وصرنا ذكرين وأنثيين في نفس القاعة (لا غالب ولا مغلوب - الحمد لله) استنشقت أنفاسي طويلا وقلت (السلام عليكم ورحمة الله) وردو علي السلام ومددت يدي إلى الاستاذ وتأخرت قليلا حتى شعرت برغبة الأستاذة في السلام (متحجبة) وسلمت عليها وعلى الاستاذة الأخرى (غير متحجبة) وبابتسامة في محياها شعرت براحة تامة ووقفت بجانب الكرسي لحظة إلى أن أشارت المتحجبة تفضل أولدي (ولدي غا تكوني قدي فالعمر)
جلست في كرسي الطاولة (كم كان ضيقا) انتظرت قليلا فإذا بالاستاذ يمدني ببطاقتي الوطنية، وهو يطرح سؤالا قدم نفسك
قدمت نفسي بطريقتي المعتادة مختصرة مع الاحاطة بماهو أهم
الإسم كاملا
السن
مكان الازدياد
الشواهد المحصل عليها بدء من الشهادة العليا
ثم التجارب المهنية او التدريبية
الاهتمامات والهوايات
طرح علي سؤالا مستفزا حول علاقة شهادتي (ماستر تخصص بيئة وتنمية مستدامة) بالتعليم الابتدائي؟ كان بإمكانك التوجه إلى مجال آخر وبالأحرى إلى تخصصك (اجتماعيات) انتظرت قليلا فأجبته أن حبي للأطفال دفعني لاختيار هذا السلك دون غيره (وفي قرارة نفسي أقول البطالة السي عمر البطالة) وسمعت الأستاذة تقول نفس الاجوبة لكي تزعجني، لكنني لم أكثرت إلى أن قال لي ليس جوابا مقنعا، وكان رد فعلي أن فتحت محفظتي ومددته بملفي الشخصي وقلت له أنني فعلا قبل سنوات كنت أترشح في السلك الثانوي إلا أن اهتمامي مؤخرا بالعمل الجمعوي واقترابي من الأطفال وبراءتهم؛ أقنعني بالتوجه نحو هذا السلك، وفي تلك اللحظة فتح ملفي ووجده مليئا بمجموعة من الشواهد التي تأكد أقوالي، ليوجهه نحو الأستاذة، ويقول جيد جيد، ليمدني بنص باللغة الفرنسية ويطلب مني قراءته جهرا، غير أنني طلبت منه أن يمنحني بعضا من الوقت لكي أقرأه سرا، وقال لي لك ذلك، حينها أقرأ النص قصد التمكن من قراءته قراءة نموذجية (احترام مخارج الحروف والكلمات وعلامات الترقيم) وطبعا يقومون بتصفح ملفي الذي لا زال بيدهم، إلى أن قال لي (صافي) بمعنى هل أتممت القراءة أجبته نعم، ليطلب مني بقراءته جهرا، وهو ما فعلت وكلما وصلت لفعل يطلب مني أن أبين زمن تصريفه، أو مصدره، كما طرح علي أسئلة حول نوع الجمل (les types des phrases) إلى أن أتممنا النص، بعدها طرحت علي الأستاذة سؤالا، بحكم تخصصك في الجغرافيا قد تكون ملما ببعض القواعد والعمليات الرياضية، وابتسمت في وجهها، وقلت أتمنى أن أوفق في ذلك، أخدت قلما وجزء من ورقة وكتبت عليه كسر مزدوج وأمرتني للقيام بالعملية وفي تلك اللحظة وقفا الإثنين الأستاذ والأستاذة صاحبة الشعر متجهين إلى السبورة وهم يرددون (الأفعال الخمسة التمييز أخوات كان..) هكذا أسمع وأنا في صراع مع تلك العملية الرياضية، فيما زميلتهم تحضر لي تمرينا آخر في التحويلات (m / DM/ cm...) أكملت التمرين ولم ألتفت إلى الاثنين رغم ضجيجهما وصوت السبورة وهي تتلقى ضربات قوية بالطبشورة، مددت الجواب للأستاذة ومدت إلي السؤال الثاني، أجيب عليه وأفكر في كيفية مواجهتي لقواعد اللغة العربية التي لا أفقه فيها شيئا، أتممت التمرين والأستاذة صححت التمرين الأول، انتظرت أن يوجهوني نحو السبورة إلا أنها قالت خد قلما ومنقلة وارسم زاوية قياسها 70 درجة (الأدوات موجودة فوق الطاولة) أخدت نصف ورقة معد لذلك، وأنا أرسم الزاوية إلى أن احسست بالاثنين يقتربان منا وضربات قلبي قد يكشف عليها كلبا مدربا، وجلسا في مكانهما أتممت الرسم لتعيد طرح سؤال ثاني، قم باستعمال البركار وارسم منصف الزاوية 70 درجة؟ قمت برسمها لأسمع عطيه فعلوم التربية؟ (ناري علوم التربية) أشارة الأستاذة ماهي مكونات مادة الاجتماعيات؟ اجبتها هي التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة/ في أي مستوى يبدأ تدريس مادة الاجتماعيات؟ أجبتها في المستوى الرابع/ لتسألني مجددا حول السبب في عدم إدراجها (الاجتماعيات) في المستويات الدنيا؟ لأجيبها أن السبب هو احترام القدرات الذهنية للمتعلم الذي لا زال لم يدرك المفاهيم المجردة؟ سألتني مجددا حول عالم التربية الذي يؤكد على هذا الخيار البيداغوجي؟ لأجيبها جون بياجي/ طرحت علي سؤالا حول كفايات مادة الجغرافيا اجبتها هناك كفايات خاصة بالمادة (ادراك المجال والتموقع فيه)/ ليطرح علي الاستاذ سؤلا مفاجئا حول مفهوم الكفاية؟ اجبته أنها مجموعة من الاهداف التي يتم تعبئتها لحل وضعية مشكلة معينة.
بعدها ينظر إلى زميلتيه قائلا مزال شي سؤال؟ ليجيبا (صافي براكة) تنفست الصعداء بعد سماعي لتلك الكلمة التي دعوت الله ان يبارك لي في صنعي وأن يوفقني/ ليطرح علي سؤال ما رقم بطاقتك الوطنية؟أجبته ب ..........pa ، ليطلب مني رقم هاتفي، ويأمرني بمغادرة القاعة، شكرتهم حول لطافتهم وغادرت القاعة،
واتجهت مسرعا ومجددا في اتجاه المرحاض لأفرغ ما في مثانتي.
هذه قصتي (عمر الوحماني) مع مباراة توظيف الأساتذة جهة مراكش اسفي اقليم شيشاوة. بعد اعلان النتائج الحمد لله وجدت اسمي ضمن لائحة الناجحين، أدعو الله أن يوفق كافة المترشحين للمباراة
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
أعتذر عن الأطالة فقط أحببت أن أشارك معكم تجربتي بتفاصيلها المملة والمخجلة؛ والتي طبعا قد تصادفون مثلها يوم الاختبار.
اعجاب وشارك الموضوع تشجيعا لنا على نشر المزيد
عبدالفتاح الأنصاري
0 Commentaires
Ajouter un commentaire | اضف تعليق هنا